الأربعاء، 29 أغسطس 2007

شـأن عائلـي جـداً




صحيح انه لا وجه للمقارنة بين انتخابات الرئاسة الأمريكية وانتخابات الحزب الوطني، إلا أن الصدفة وحدها هي التي دفعتني إلي تلك المقارنة التي أعتذر عنها مقدماً عنها اقتناعاً مني بأنه لا يجوز أن تجري بين الجد والهزلو لو ترك الخيار لي لما فكرت في ان أقحم انتخابات الحزب الوطني في أي حديث عن اي انتخابات محترمة في الكرة الأرضية، لكن الصدفة حكمت، ففي الشهر الحالي.. أغسطٍس.. اجتتتمعت مناسبتان، ففي بداية الشهر عقدت في واشنطن مناظرة علنية بين المرشحين الديمقراطيين للرئاسة وفي منتصفه تقريباً فتح الباب لانتخابات الحزب الوطني المصرية، وهذا التزامن هو الذي شجعني.. ورطني بتعبير أدق.. في المقارنة بين المشهدين وخفف عندي الشعور بالحرج*******كانت تلك هي المناظرة الاولي من نوعها بين مرشحي الحزب الديمقراطي الثمانية، وقد نظمتها شبكة شبكة سي إن إن مع موقع موقع يوتيوب الإلكتروني إذ جلس المرشحون الثمانية لعدة ساعتين في الاستوديو على الهواء مباشرة، ليجيبوا عن أسئلة الجمهور.. وكانت الشبكة والموقع قد اعلنا عن المناظرة قبل عدة ايام.. فتلقى موقع يوتيوب ثلاثة آلاف سؤال، ولكن الخبراء قاموا بغربلة الأسئلة وفرزها، وتخيروا منها 39 سؤالاً متنوعاًأصحاب الأسئلة تنوعت هواياتهم، وظهروا امام المشاهدين بالصورة والصوت، أما القضايا المثارة فقد تراوحت بين الهموم الشخصية إلى المعاناة الشخصية، إلى القضايا الصحية والبيئية، وكشفت عن جوانب كثيرة في شخصية المرشحين، وأعطت انطباعاً للمشاهدين بأن المرشحين يواجهون امتحاناً حقيقياً من جانب الرأي العامفي الوقت ذاته تعددت هوية أصحاب الأسئلة، فهذا أب فقد ابنه في حرب العراق، وسأل إن كان سيفقد شقيقه أيضاً هناك.. وهذه سيدة مصابة بسرطان الثدي، جادلت فيما إذا كانت فرص نجاتها من المرض ستكون أفضل لو كان لديها تأمين صحي، إلى شخصين من الشواذ سألا المرشحين، لماذا لا يمكنهما الزواجبعد المناظرة جلس الخبراء يحللون المرشحين، لكي يختاروا افضلهم حضوراً وأداء وتفاعلاً مع الجمهور، وحتي كتابة هذه السطور كانت السيدة هيلاري كلينتون هي الأوفر حظاً بينهم*******بعدما نجحت التجربة في إحراج المرشحين الديمقراطيين ووضعهم أمام مجموعة الأسئلة التي تشغل الرأي العام الأمريكي، فإنه سيتم تكرارها بين المرشحين الجمهوريين في منتصف الشهر القادم، وبإجراء التصفية بين مرشحي الحزبين الكبيرين، بواسطة الشركة التليفزيونية الإلكترونية، فإن الرأي العام الامريكي سيكون قد تعرف بشكل جيد على مرشحيهما، الأمر الذي سوف يسهل عملية المفاضلة بينهم في التصفية النهائية التي تؤدي إلى انتخاب الرئيس الامريكي في العام القادم، ذلك أن الناخبين في هذه الحالة سيختارون شخصاً تعرفوا عليه جيداً، وأطمانوا إلى طريقة تفكيره واحيطوا علماً بمواقفه في مختلف القضايا العامة، والفضل في ذلك لتلك التجربة الفريدة في تاريخ الإعلام السياسي الحديث*******في كوميديا انتخابات الحزب الوطني، التي يفترض أن تعيد بناء هيكل الحزب وانتخابات مستوياته القيادية من القاعدة إلى القمة، فإن الرأي العام ليس مضطراً للتعرف على أحد من القياديين، من أمناء المحافظات إلى الأمين العام للحزب، إلى رئيسه، ليس فقط لأن هؤلاء معروفون سلفاً ومتفق عليهم في مطبخ الحزب، ولكن لأن كل ما يتعلق بالسياسة في مصر لا علاقة للرأي العام به، لأنه من الأسرار العليا، التي لا يجوز إطلاع عوام الناس.. أمثالنا.. عليها، وهي شأن عائلي بالدرجة الاولى، ولأننا مجتمع محافظ بطبيعته فإن أحداً لا يحق له أن يدس أنفه في شئون العائلات
*******-فهمي هويدى
-

هناك 5 تعليقات:

jinja يقول...

الكلام ده جميل جدا بصراحه انا بحييى الكلام ده وصاحب الكلام
اسلام اكس

غير معرف يقول...

انا سعيدة اوى وفرحانة موت من الكلام دة يا جماعة ربنا معاكوا كمان وكمان وتكتبوا اكتر تسلم ايديكوا بجد ربنا معاكوا كلكم انا بحيكم
يويو

غير معرف يقول...

التوبيك حلو اوى تسلم ايدك
مواطنه محبطة

shorouk said شروق سعيد يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
shorouk said شروق سعيد يقول...

أستاذ فهمي هويدي كاتب كبير جداً و من الكتاب و المفكرين المفضلين لدي و لدي الكثير من المصريين
و التوبيك متميز جداً
للأسف مفيش مقارنة بين أى إنتخابات مصرية و أمريكية
حتى لو كانت المقارنة بين إنتخابات إتحاد الطلبة في جامعة أمريكية أو إنتخابات الرئاسة المصرية ستجد الإنتخابات الأمريكية أكثر شفافية و نظافة